الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون 111}قرأ حمزة والكسائي {فيقتلون} بضم الياء {ويقتلون} بفتح الياء يبدآن بالمفعولين قبل الفاعلين.قال أحمد بن يحيي هذا مدح لأنهم يقتلون بعد أن يقتل منهم.وقرأ الباقون {فيقتلون} بالفتح {ويقتلون} بضم الياء يبدؤون بالفاعلين قبل المفعولين وحجتهم في ذلك أن الله وصفهم بأنهم قاتلوا أحياء ثم قتلوا بعد أن قاتلوا وإذا أخبر عنهم وبدأ بأنهم قد قتلوا فمحال أن يقتلوا بعد هلاكهم هذا ما يوجبه ظاهر الكلام.{الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم 117}قرأ حمزة وحفص {من بعد ما كاد يزيغ} بالياء وقرأ الباقون بالتاء.اعلم أن فعل جماعة يتقدم لمذكر أو مؤنث إن شئت أنثت فعله إذا قدمته وإن شئت ذكرته كما قال جل وعز: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} و{لا يحل لك النساء} فإذا أنثت أردت جماعة وإذا ذكرت أردت جمعا ومن قرأ {يزيغ} بالياء جعل في كاد اسما وترتفع القلوب بيزيغ والتقدير كاد الأمر يزيغ قلوب فريق منهم وإنما قدرنا هذا التقدير لأن كاد فعل ويزيغ فعل والفعل لا يلي الفعل وعلى هذه القراءة لا يجوز أن يرتفع القلوب بكاد ومن قرأ بالتاء ارتفعت القلوب بكاد.فلا يجوز حينئذ إلا تزيغ بالتاء لأن فيه إضمارا للقلوب ومعناه التأخير والتقدير من بعدما كاد قلوب فريق منهم تزيغ ومن رفع القلوب بتزيغ أضمر في كاد الأمر كما ذكرنا في قراءة حمزة وحجة التاء قوله: {وتطمئن قلوبنا} ولم يقرأ أحد بالياء في هذا الموضع.مسألة فإن قيل لم أنث تزيغ ولم تؤنث كاد وهما فعلان.الجواب قال الفراء كاد فعل وتزيغ فعل فلك أن تذكرهما جميعا ولك أن تؤنثهما جميعا فلما كان لك الوجهان ذكرت الأول لأن بعده فعلا آخر ملتزما بالقلوب فذكرت الأول لأنه تباعد من القلوب وأنثت الذي بجنب القلوب.وقال آخرون: كاد ليس بفعل متصرف ولا يكادون يقولون منه فاعلا ولا مفعولا به فذكرته وأنثت تزيغ لأنه فعل مستقبل متصرف.{أولا يرون أنهم يفتنون 126}قراءة حمزة {أولا ترون} بالتاء أي أنتم معشر المؤمنين أنهم يفتنون يعني المنافقين.وقرأ الباقون {أولا يرون} بالياء أي أولا يرى المنافقون أنهم يفتنون أي يمتحنون بالمرض من كل عام مرة أو مرتين. اهـ.
أي أردت أن انزع سراويلي ليعلم الناس إذا رأوا طولها على أنها عادي القامة، ثمودي الخلقة.فلهذا خصت الآية الثانية بدخول اللام على يطفئوا ولما كان المراد في الآية الأولى الإطفاء بالأفواه لما دل عليه مفتتح العشر، وهو: {وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم} التوبة: 30.كانت الإرادة معداة إلى إطفاء نور الله تعالى بأفواههم، وهو ما حكى الله تعالى عنهم أنه قولهم بأفواههم، أي: يريدون أن يدفعوا الحق بالباطل من أفواههم، وهذا واضح.
|